فيديو اخبار كليبات صور يعني كل حاجة

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

طارق الشناوي يكتب : جيهان تعلن .. و نهلة تحرق

هل تذوب الفوارق بين الخاص والعام؟ لو أننا بصدد الحديث عن شخصيات عامة سياسية أو فنية هل يظل الخاص خاص والعام عام.. مثلاً هل تصبح رسائل الفنانين الشخصية مشاعاً بعد رحيلهم أم أن ما كان سراً في حياتهم ينبغي أن يظل سراً بعد الغياب؟!
الأيام الماضية كنا نحتفل بالذكرى الثامنة عشر لرحيل الموسيقار الكبير "محمد عبد الوهاب" ومن بين المقتنيات الخاصة لمحمد عبد الوهاب تلك الرسائل التي أرسلها لزوجته السيدة "نهلة القدسي" يعلن فيها عن مشاعره العاطفية..
فبينما حرصت السيدة "جيهان السادات" مثلاً على الاحتفاظ بهذه الرسائل بل وقرأت بعضها في أكثر من حوار تليفزيوني وإذاعي وآخرها الذي أجرته مؤخراً معها "منى الشاذلي" في برنامجها "العاشرة مساءً"، نجد أن السيدة "نهلة" قبل 7 سنوات أكدت بكل فخر أنها قد جمعت كل هذه الخطابات ووضعتها في ماء الكولونيا ثم أضرمت فيها النيران وعندما سألوها عن السبب قالت أخشى بعد رحيلي أن تصبح مشاعاً!!
لقد قررت أرملة الموسيقار الكبير الراحل السيدة "نهلة القدسي" تنفيذ حكم الإعدام في هذه الأوراق المتبادلة بينهما وقالت إنها مع مرور السنوات شعرت بقدر من الخوف من أن تقع هذه الأوراق في أيدي الأبناء أو الأحفاد ثم يكتشفون أن جدتهم وجدهم كانا يتبادلان خطابات الغرام والعتاب ولهذا كان ينبغي التخلص السريع منها.. واختارت "نهلة القدسي" لحظة شديدة الرومانسية وهي ليلة الاحتفال بيوم ميلاد الموسيقار الكبير 13 مارس وغمرت الخطابات بماء العطر الباريسي المفضل لموسيقار الأجيال ثم أشعلت فيها النيران.. واعتبرت "نهلة" أن هذه الخطابات هي شأن خاص بينها وبين "عبد الوهاب" حيث إن ما يربطه بجمهوره هو أغنياته وهي لم تفرط في هذه الأغنيات وحافظت عليها ولكن الأوراق الشخصية ملك لها وحدها!!
إن كل مقتنيات الفنان مع مرور الزمن تتحول إلى مزار وليس مجرد ألحانه أو مؤلفاته الأدبية أو لوحاته.. سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" احتفظت أسرتها بمنديلها الشهير ونظارتها السوداء ومنذ 10 أعوام تم التبرع بهما في مزاد علني ذهبت حصيلته لمكافحة الجوع.. وحقق المنديل فقط مليون دولار.. صحيح أننا الآن نتابع سنوياً مزاد يقام في دبي لبيع مقتنيات لأم كلثوم مثل العقد الذي ترتديه أو أساورها لكنها بالطبع حكاية أخرى!!
الكاتب العالمي "وليم شكسبير" والذي اعتبرته أحدث الأبحاث والدراسات أهم كاتب عرفه العالم في الألفية الثانية.. هذا الكاتب تم الاحتفاظ بكل متعلقاته الشخصية ومؤخراً ثار جدل واسع حول "غليون" شكسبير هل كان لاستعماله الشخصي أم شاركه فيه الآخرون؟!
"جبران خليل جبران" شاعر وكاتب المهجر.. هذا الفنان الكبير الذي كان يجمع بين موهبة الشاعر والفنان التشكيلي وحكمة الفيلسوف لم يتم الاكتفاء بأدبه سواء الذي كتبه بالعربية أو الإنجليزية بل تم الاحتفاظ بكل مقتنياته وبالطبع فلقد صدرت رسائله الغرامية التي كتبها للأديبة اللبنانية "مي زيادة" في كتاب والمنضدة التي شهدت إبداعه وأدوات الكتابة والفرشاة كلها مع الزمن تصبح شهوداً على هذه العبقرية الاستثنائية.. ولهذا تحولت هذه أيضاً إلى مزار أقيم له في لبنان مسقط رأسه!!
وخطابات "عبد الوهاب" ليست لها قيمة أدبية تقارب مثلاً رسائل كبار الأدباء ولكنها تظل جزءاً من هذا الفنان الكبير تأخذ قيمتها من كونها صدرت عنه.. ثم إن "محمد عبد الوهاب" كلما استمعنا إلى أحاديثه الإذاعية والتليفزيونية اكتشفنا أن بداخله أديباً كامناً اختار أن يعبر عن نفسه بالموسيقى والأنغام!!
رسائل "عبد الوهاب" الغرامية لزوجته "نهلة القدسي" من المؤكد أنها كانت تحمل العديد من هذه التعبيرات – المنسوبة إلى عبد الوهاب – ثم إنها بعيداً حتى عن كل ذلك اكتسبت قيمتها من نسبها إلى "محمد عبد الوهاب" فهي جزء من الزمن الجميل عندما كان المحبون يتبادلون رسائل الحب والغرام عبر الأوراق والأقلام قبل الإنترنت والحب على الطائر!!
نعم كل التفاصيل الصغيرة المتعلقة بكبار الشخصيات العامة السياسية والفنية ينبغي أن نحتفظ بها كشاهد على الزمن وأيضاً على هؤلاء الكبار!!

0 comments:

Blog Archive