
ولو تمعننا في المواضيع التي تطرق إليها الدراما السورية، لوجدنا فيها الکثير من المواضيع الجديدة و الحيوية المستقاة من واقع الحياة اليومية وفيها يجد المواطن السوري وحتى العربي همومه و معاناته مجسدة فيها أيـما تجسيد کما أن خفة الحرکة و سرعة الکاميرا في إلتقاط زوايا حساسة جدا في المشاهد و بداعة الاخراج و حرفيته المتناهية، بالاضافة الى الامکانية الکبيرة في أداء الممثل السوري، کل ذلك کان کفيلا بمنح الدراما السورية شهادة ليس نجاح عادي و إنما تفوق بإمتياز. وعلى الجانب الآخر، نجد الدراما المصرية أسيرة مواضيع مکررة تعيد نفسها بأنماط متباينة فلا تثير في المشاهد ذلك التشوق و الإثارة للمتابعة، بل وأن هذه الدراما التي وصلت الى مرحلة الشيخوخة من دون أن تدرك ذلك مازالت تتصابى متناسية بأنه ليس في وسع العطار و لا حتى عيادات التجميل مسح تلك التجاعيد و الترهلات التي باتت تطغي على کل ملامحها. وإذا ماکان الدراما المصرية تسعى الى الخروج من عنق الزجاجة من خلال إستعانتها بممثلين کبار"درجة أولى" من أمثال نور الشريف و محمود ياسين و فاروق الفيشاوي و غيرهم، فإن ذلك لم يشفع لها بل وإنها کانت تستحق الشفقة و الرثاء عندما تحاول إيهام المشاهد بصغر سن الممثل من خلال صبغة شعر أو باروکة کما کان الحال مع نور الشريف و فاروق الفيشاوي و و و حتى أن المرء يتسائل: هل إنه ليس هنالك ممثل آخر بإمکانه اداء دور الشباب إلا هذا الممثل العجوز نفسه؟!

والحق أن الواجب الاخلاقي کان يتحتم على هکذا نجوم مصريين أن لا يقبلوا بالظهور في هکذا أدوار إحتراما لأنفسهم أولا و لجمهورهم ثانيا خاصة وأن البعض من هؤلاء يظهر بين الفينة و الاخرى من على شاشات القنوات التلفزيونية المختلفة ومن خلال المقابلات الصحفية وکأنه حکيم أو حتى زعيم قومي في تقديمه النصح و التوجهات للشارع العربي و رصده الاخفاقات التي تعاني منها الامة!!
کما أن ظاهرة وضع مساحيق التجميل على وجه الممثلات المصرية هو الاخر يثير إشمئزاز المشاهد و يدفعه للتهکم سيما وأن هناك مشاهد تصور الفتاة في حالة فقر مدقع أو أنها ريفية أمية في حين نجد المساحيق قد طغت على وجهها بحيث إنها باتت تنافس بجدارة الممثلات الکويتيات بشکل خاص و الخليجيات بشکل عام في هذا المضمار، في حين نجد الممثلة السورية تکاد تکون أکثر واقعية من أخواتها الاخريات في هذا المجال و هي بذلك تقترب من الممثلات العالميات و تحاول أن تجاريهن
اذا اعجبتك موضوعاتنا فاشترك في القائمة البريدية بالاعلى على اليسار ليصلك جديدنا يوميا
1 comments:
المصرى يكسب
Post a Comment